خبيرة متخصّصة بأمراض الأطفال تشرح معنى: اضطراب طيف التوحد

18/06/2016

تحدثت الدكتورة إلين كلارك، استشارية طب الأطفال في مستشفى "جريت أورموند ستريت" للأطفال في لندن، للتعريف عن المقصود باضطراب طيف التوحد Autism Spectrum Disorder لمساعدة الجمهور على فهم هذه الحالة بمناسبة يوم التوحد.

تقول الدكتورة كلارك: "اضطراب طيف التوحد هو مصطلح يستخدم لوصف مجموعة من الصعوبات التي تؤثر على كيفية تفاعل الأفراد مع العالم من حولهم. وقد جرت العادة أن تطلق عليه تسمية التوحد، ولكن الأخصائيين يعتقدون بأن تسمية اضطراب طيف التوحد تعكس بصورة أفضل حقيقة ظهور اضطرابات النمو العصبي بصورة مختلفة لدى الأفراد".

وتضيف كلارك: "تكمن دوافع الأفراد المصابين بالتوحد فيما يثير انتباههم، ويجدون صعوبة في رؤية الأشياء بالطريقة التي يراها بقية الناس. ويظهر لدى الأفراد الذين يتم تشخيص إصابتهم بهذا الاضطراب صعوبات في التواصل والتفاعل مع الآخرين، وبالإضافة إلى ذلك، فإنهم يظهرون أنماطاً غير معتادة من السلوكيات والاهتمامات. ويعود السبب في تسمية هذا الاضطراب بطيف التوحد إلى وجود تباين كبير في نمط الحالة بين فرد وآخر، كما أن الأعراض لا تظهر لدى جميع الأطفال".

ولا يعرف حتى الآن السبب الحقيقي للتوحد، ويعتقد بأنه اضطراب في النمو العصبي، ويعني ذلك وجود خلل في تطور الدماغ. وتشرح الدكتورة كلارك: "هناك العديد الأسباب الوراثية الجينية والبيئية التي يمكن أن تكون السبب وراء ظهور اضطراب طيف التوحد. ولا يوجد علاج له حتى الآن، ولكن هناك أشياء عديدة يمكن فعلها لجعل حياة المصابين بالتوحد أسهل لهم ولعائلاتهم".

ونتيجة لاضطراب النمو العصبي قد تظهر صعوبات أخرى مثل ضعف النمو العام، واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، وصعوبات التنسيق الحركي، وصعوبات النوم، والصعوبات السلوكية، وعدم القدرة على التعلم. وليست الحالة هكذا دائماً؛ فبعض الأفراد يمتكون ذكاء طبيعياً أو لديهم مهارة محددة أو اهتمام يظهرون فيه بمستوى يفوق المستوى المعتاد.

ويشير التوجيه السليم إلى ضرورة تقييم الحالة عبر فريق متعدد الاختصاصات يضم طبيب أطفال، وطبيباً نفسياً، ومعالجاً للنطق واللغة ومعالجاً طبيعياً متخصصاً.

ما هي الأعراض التي تجب ملاحظتها؟

التواصل

تقول الدكتورة كلارك: "في حالات اضطراب التوحد، تتراوح القدرات اللغوية بين الصعوبات اللفظية، إلى ظهور استخدام مبكر ممتاز للمفردات. فقد يتأخر تطور اللغة لدى بعض الأفرد، والبعض الآخر تتطور اللغة لديهم في وقت مبكر من مرحلة الطفولة، لكنهم بعد ذلك يلتزمون الصمت، أو يبدو عليهم وكأنهم قد فقدوا مهاراتهم اللغوية. وربما يكون هذا دليلاً مبكراً إلى ضرورة طلب استشارة متخصصة".

وهناك مؤشرات مبكرة أخرى مثل سماع الطفل يردد كلمات معينة بشكل متكرر، أو يستخدم جملاً قد تعلمها بدون سبب واضح لاستخدمها. وبالنسبة للأفراد الذين يحاولون تطوير استخدام اللغة ربما يبدو عليهم أنهم مقيدون بمدى استخدام اللغة للتواصل مع الآخرين، فالأفراد المصابون بالتوحد ربما يستخدمون اللغة بشكل حرفي للغاية.

وتضيف كلارك: "بالنسبة لأولئك الذين يملكون قدرة أفضل على التواصل قد لا يعلمون تماماً متى يتحدثون، أو متى ينبغي عليهم الإنصات. وربما يكونون انتقائيين في توجيه اهتمامهم نحو موضوع معين، وقد لا يتجاوبون دائماً، أو قد يتحدثون عن مواضيع يهتمون بها لفترات طويلة من الزمن".

التفاعل الاجتماعي

تقول كلارك: "قد يختلف الأفراد المصابون باضطراب طيف التوحد في طريقة اهتمامهم بأسلوب التواصل مع المجتمع. وقد يبدو الأطفال سعداء في عالمهم الخاص، وليس لديهم أي اهتمام بما يفعل الآخرون من حولهم، ويظهرون تجاوباً محدوداً جداً عندما يتقرب منهم الآخرون، أو قد يبتعدون تماماً عند الاقتراب منهم".

وعادةً ما ينظر الأطفال نحو الأشخاص الآخرين في مرحلة النمو، إلا أن الأفراد المصابين بالتوحد قد يكونون محدودين للغاية في تواصلهم البصري، وأقل مراقبة للناس من حولهم. كما أنهم أقل قدرة على تعلم كيفية استخدام تعابير الوجه ولغة الجسد في التواصل، ويؤثر التوحد أيضاً على تطور مهاراتهم في اللعب.

وقد يبدو بعض الأفراد المتوحدين مندفعين اجتماعياً بشكل أكبر، ويتجاوبون عندما يتقرب منهم الآخرون. ومع ذلك، فإنهم يجدون صعوبة في الاحتفاظ بالأصدقاء لأنهم لا يعرفون بشكل غريزي ما عليهم أن يفعلوه أو ما ينبغي قوله. والبعض منهم قد يكون متحكماً إلى حد كبير في طريقة بناء العلاقات مع الآخرين، ويظهر تفضيلات معينة وقواعد متبعة، ويظهر عليه الاستياء عندما لا يتبع الآخرون تلك القواعد.

أنماط غير طبيعية للسلوك أو الاهتمامات

قد تشاهد عليهم بعض العادات أو الحركات المتكررة مثل التصفيق أو الدوران

يظهرون ميلاً إلى اللعب المتكرر

ربما يصرون على فعل أشياء معينة بطريقة محددة ويظهر عليهم الضيق الشديد عند حدوث أي تغييرات بسيطة في روتينهم الاعتيادي

وربما يلاحظ عليهم الضيق أيضاً في أوقات التغيير (التحول) من وضع لآخر

قد تستحوذ عليهم تماماً بعض الألعاب، أو الأشخاص، أو الأنشطة أو البرامج التلفزيونية

وقد يبدو عليهم الانشغال ببعض المواضيع غير الاعتيادية بالنسبة لأشخاص في سنهم

بعض الأفراد المصابين بالتوحد يظهرون تجاوباً غير اعتيادي مع بعض التجارب الحسية في البيئة من حولهم