تساعد السعادة في المستشفيات المرضى في الحصول على الشفاء العاجل

09/04/2017

س: لماذا يعتبر من المهم نشر السعادة في المستشفيات؟

يعتبر اللعب والسعادة أمران هامان في المستشفيات حيث انهما يساعدان على جعل الأطفال وصغار العمر يشعرون بالراحة كما لو انهم في منازلهم ويخففا من مشاعر القلق ويشجعان الحصول على تجربة إيجابية عند المرضى ويساعدان في تحقيق الشفاء العاجل عند المرضى.. وتماشيا مع ما ورد في المادة 31 من اتفاقية الأمم المتحدة حول حقوق الطفل (UNCRC)  (صندوق الطفل الدولي في الأمم المتحدة (يونيسيف UNICEF) فيتوجب أن يحصل الأطفال وصغار السن الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً على فرص اللعب والمشاركة في الأنشطة الترويحية والفنية ويعتبر هذا الالتزام بتوفير هذه الأمور بانه التزام هام حتى أثناء تلقي الطفل علاجه في المستشفى. 

س. كيف تنشر السعادة في المستشفيات أثناء أدائك لدورك بصفتك اختصاصي اللعب في الرعاية الصحية HPS؟

تلتزم مستشفى جريت اورموند ستريت (GOSH)  للأطفال بتنفيذ شعارها في عام 2017 وهو "إعطاء الطفل الأولوية في المقدمة وعلى الدوام" ونقوم بصفتنا اختصاصيو اللعب في الرعاية الصحية HPS بتخفيف مشاعر القلق التي يعاني منها الأطفال عن طريق توفير أنشطة اللعب الطبيعية واللعب العلاجي مثل الفنون والحرف واللعب الحسي واللعب الطبي. وسيساعد قيامنا بهذا الأمر بان يتخذ الطفل اختيارات مدروسة والسيطرة على رعايته الطبية والإجراءات الطبية التي يخضع لها.  ونعتبر نحن مسؤولون عن توفير بيئة اللعب المناسبة بالنسبة لعمر ومرحلة تطور الطفل في غرفة اللعب وفي سرير الأطفال المرضى وفقا لصندوق التعليم العائد لاختصاصي اللعب في الرعاية الصحية وتعليماته الصادرة في عام 2015.

س. يرجى منك إخبارنا حول دورك بصفتك اختصاصي اللعب في الرعاية الصحية HPS في مستشفى جريت اورموند ستريتGOSH

يوجد أربعة أجنحة للمرضى الدوليين والخاصين (IPP)  يعمل فيها أفراد من فريق اللعب المشتمل على اختصاصي اللعب في الرعاية الصحية HPS وموظفي اللعب. ويختلف دورنا حسب الأمراض الاختصاصية المختلفة التي يعاني منها الأطفال المرضى وطول فترة بقائهم وإقامتهم في المستشفى. ويتمحور دورنا على استخدام اللعب في تحضير الأطفال لخوض مجموعة من الإجراءات الطبية وتوفير وسائل لتشتيت انتباه الطفل أثناء القيام بهذه الإجراءات. ونحن نعمل جنبا إلى جنب مع فريق كبير متعدد التخصصات MDT لتوفير أفضل رعاية للطفل.

س. كيف يختلف اللعب الاختصاصي عن اللعب العادي؟

يوفر اختصاصي اللعب في الرعاية الصحية HPS  أنشطة اللعب العلاجية الاختصاصية لخدمة مجموعة متنوعة من الأسباب، فنحن نستطيع تقديم المساعدة في فهم الحالة المرضية التي يعاني منها المريض أو العلاج الذي يتلقاه المريض باستخدام اللعب الطبي والسريري في تمثيل التجارب التي يمر بها المريض في المستشفى. ومن الأمثلة التي يمكن استخدامها لخدمة هذا الأمر: قيامنا باللعب مع المريض عن طريق وضع الأنبوب الأنفي المعدي أو القنية على دمية أو لعبة الدبدوب ليتمكن الطفل المريض من فهم الخبرات التي تعرض لها أو من الممكن أن يتعرض لها أثناء تواجده في المستشفى. ونستخدم خلال التقييم اللعب للحفاظ وتحسين تطور نمو الأطفال أثناء تواجدهم داخل المستشفى. ويستخدم اختصاصي اللعب في الرعاية الصحية HPS وموظفو اللعب أسلوب اللعب العادي لإضافة الطابع الاعتيادي والطبيعي على بيئة المستشفى والخبرات التي يتعرض لها الأطفال في المستشفى. وسيتألف هذا الأمر من أنشطة اللعب التي يستمتع الأطفال باللعب بها أثناء تواجدهم في المنزل أو في المناطق الاعتيادية المحيطة بهم ويمكن أن تشتمل على اللعب الفوضوي وألعاب البناء ولعبة تبادل الأدوار. ويقوم الطفل عادة بقيادة أنشطة اللعب الاعتيادية بينما يحتوي اللعب العلاجي الاختصاصي على هدف معين.

س. كيف يختلف دور اختصاصي اللعب في الرعاية الصحية HPS  أثناء عملك في جناح المرضى الدوليين والخاصين IPP؟

وكما يوحي العنوان فإننا نعمل مع الكثير من المرضى القادمين من خارج المملكة المتحدة حيث حضر معظم المرضى في هذا الجناح من دول الخليج العربي.  ويتم النظر نحو أساس اللعب عموماً حول تشكيل اللعب اللغة العالمية الخاصة به (حسب التعريف المقدم من هيئة اللعب الإسكتلندية Play Scotland في عام 2017)  ونقوم بإجراء التقييمات على نحو يومي لنتمكن من اتخاذ خيارات مستنيرة فيما يتعلق باللعب المناسب لمرحلة تطور ونمو كل مريض على حدة.

س: ما هي المجالات المتعلقة بصحة الطفل التي يؤثر فيها اللعب تأثيرا إيجابيا بالغا؟

عرفت منظمة الصحة العالمية (WHO) في عام 2014 الصحة بانها: حالة من الرفاه البدني والعقلي والاجتماعي الكامل ولا تعتبر بانها حالة عدم الإصابة باي مرض أو عجز. وعلى الرغم من ذلك وبصفتنا مقدمي خدمات اللعب فإننا نعلم بانه لا يمثل هذا الأمر الصورة بأكملها ونسعى نحن أيضا إلى تلبية احتياجات صحة المريض البيئية والعاطفية والروحية

  • الصحة البدنية: تربطنا علاقات وصلات مع أخصائي العلاج الطبيعي وعلاج وظائف الجسم لمساعدة الأطفال وصغار السن في تحقيق أهدافهم على سبيل المثال: المشي والوقوف وتطوير المهارات الحركية الدقيقة. 
     
  • الصحة النفسية: يساعد اللعب الأطفال وصغار السن على تخفيف مشاعر القلق التي يشعرون بها بسبب تواجدهم في بيئة جديدة. 
     
  • الصحة الاجتماعية: وهي الصحة المتعلقة بكيفية تواصلنا مع الآخرين وكيفية تشكيلنا للعلاقات، ويمكننا القيام بهذا الأمر من خلال العمل الجماعي والتفاعل مع المرضى الآخرين والمشاركة في الأنشطة، على سبيل المثال: مدرسة المستشفى ومركز النشاط ومنتدى الشباب (YPF).
     
  • الصحة البيئية: يجب أن تنشر مناطق اللعب في جميع الأجنحة السعادة وتعزز عملية الشفاء. وتقول الرابطة الوطنية لإخصائي اللعب الصحي (NAHPS)  في عام 2013 بانه يتوجب أن تكون مناطق اللعب الموجودة في الأجنحة مناطق آمنة وتسعى إلى دمج وشمل جميع المرضى وأولياء أمورهم وأشقائهم. ولا يوجد لدينا في جناح المرضى الدوليين والخاصين IPP مساحة مخصصة للحواس ولكن لحسن الحظ فانه يتوفر لدينا عربات حسية محمولة تساعد على تحويل منطقة سرير المرضى إلى بيئة حسية.
     
  • الصحة الروحية: بصفتنا اختصاصيو اللعب في الرعاية الصحية HPS فإننا نحتفل بجميع المهرجانات والاحتفالات الثقافية باستخدام الأنشطة في الجناح. ويمكن تطوير هذه الأنشطة فيما بعد لتتناسب مع المرضى كل على حدة وليتمكنوا من التقرب من هويتهم الثقافية في عالمهم. 
     
  • الصحة العاطفية: وتتعلق هذه الصحة بالشعور بالسعادة والثقة بالنفس والإدراك النفسي والمقدرة على التحمل (دليل المساعدة). ونعتقد بانه تربط هذه المشاعر جميع الجوانب الصحية الأخرى حيث يعتبر الضحك بانه أفضل دواء ويعزز الشعور بالسعادة.

س. ما هي الفوائد التي لمستها على نحو مباشر جراء استخدامك للعب العلاجي؟

نحن نرى ونلمس الفوائد المكتسبة من اللعب العلاجي يومياً عن طريق رؤية استجابات المرضى الذين استمتعوا بخدمة اللعب التي نقدمها إما من خلال اللعب الجماعي أو الجلسات الفردية أو تقنيات اللعب العلاجية المخصصة. ونحصل أيضا على نماذج إبداء الآراء التي قام المرضى وعائلاتهم بتعبئتها حول اللعب العلاجي.

س: كيف يستطيع اختصاصيو اللعب دعم الوالدين الذين يعاني طفلهما من مرض ما؟

نحن نؤمن في مستشفى جريت اورموند ستريت GOSH بتنفيذ شعارنا لعام 2017 وهو "إعطاء الطفل الأولوية في المقدمة وعلى الدوام" ومع اخذ هذا الشعار بعين الاعتبار فيعتبر الوالدين بانهما الأشخاص الذين يعرفون أطفالهم أفضل من غيرهم. وعندما يتم إدخال الأطفال المرضى إلى جناح المرضى الدوليين والخاصين IPP فسنبذل قصارى جهدنا للتأكد من مشاركة الوالدين في لعب الطفل لضمان معرفتهم حول استراتيجيات اللعب التي نستخدمها وليتمكنوا من تقديم المساعدة لنا في فهم احتياجات طفلهم وإعلامنا حول الأمور المحبذة وغير المحبذة عند طفلهم. ونحن نعمل مع الوالدين بصفتنا فريق واحد بهدف المحافظة على صحة الطفل ورفاهيته وسعادته.