يوم الربو العالمي: يدعي خبير في الجهاز التنفسي أن توعية الأطفال بمرض الربو أمر حيوي في السيطرة على أعراضه

03/05/2019

- يعد الربو أحد الأمراض المزمنة الشائعة لدى الأطفال وما زال معدل انتشاره يزداد باطراد ، ولهذا يحثّ متخصص في أمراض الجهاز التنفسي لدى الأطفال من مستشفى «جريت أورموند ستريت للأطفال» الآباء والأمهات في الكويت على توعية أبنائهم بهذا المرض وأعراضه.

وطأة الربو أعلى نسبيًا في بعض بلدان إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا الغربية بالمقارنة مع المعدلات في بقية العالم. أظهر مسح محلًي لأطفال المدارس في الكويت اكتشاف الأطباء لحالات الربو لدى 17% منهم، واكتشاف الأطباء لحالات الصفير المزمن لدى 30% منهم.

ويرى الدكتور «رانجان سوري،» استشاري أمراض الجهاز التنفسي لدى الأطفال في مستشفى «جريت أورموند ستريت للأطفال» في لندن  الذي يعالج 1500 مريض من الشرق الأوسط كل عام أن على الآباء تعليم أطفالهم المصابين بالربو الإجراءات الصحيحة للسيطرة عليه والحد من أعراضه. وينصح الدكتور سوري بأن الطريقة الرئيسة لفعل ذلك هو الحرص على أن يوضع لكل طفل يعاني من الربو خطة عمل تناسبه وتحدد له مواعيد تناول أدوية الربو، والتدابير التي يجب اتباعها إذا ساءت حالته، وما يجب فعله في حالات الطوارئ، وتحدد كذلك أسباب انطلاق شرارة هجمات الربو لديه.

قد يصاب الإنسان بالربو في أي سن، لكنه شائع بين أطفال المدارس الابتدائية. ولأن مجرى الهواء أصغر لدى الأطفال من البالغين، فإن الربو يصبح مرضًا خطيرًا بالنسبة لهم. ويقول الدكتور سوري «أمر ضروري أن يعرف الأطفال المرضى كيف يطلبون المساعدة من شخص بالغ، وكذلك يجب أن يعرف المسؤولون عن رعاية أولئك الأطفال أساسيات الربو كي يسهل على الأطفال الإعلام عن هجمات الربو لديهم وعلامات التحذير منها.»

وأكّد الدكتور سوري على أن «توعية الطفل وتعريفه بالربو خطوة مهمة في السيطرة على مرضه، ويجب أيضًا تثقيفه بمعلومات عن أدويته، ولماذا يجب أن يتناول الدواء وكيف يساعده في تحسين حالته، وهكذا عندما يكبر الأطفال يصبحون قادرين على تولي المبادرة في السيطرة على مرضهم.»

والربو الذي يصيب حاليًا نحو 235 مليون شخص حول العالم، هو التهاب مزمن في الشعب الهوائية للرئتين، ما يجعلها تصبح حمراء ومتورمة وحساسة. ويؤدي هذا الالتهاب إلى جعل المجاري التنفسية معرضة لنوبات من صعوبة التنفس، تسمى نوبات الربو، ويحدث ذلك عندما يتعرض المرضى إلى «مثيرات» الأعراض. ومن أعراض الربو صفير النفس والسعال، وضيق الصدر وصعوبة في التنفس، وخاصة في الصباح الباكر أو الليل.

وتسبب عادة مادة معيًنة بحدوث أعراض الربو. وهي غالبًا من مسببات الحساسية (العفن، وحبوب اللقاح، وفراء الحيوانات و/أو فضلاتها،) أو المهيجات (دخان السجائر، تلوث الهواء،) أو الطقس (تغيرّ الطقس، الهواء البارد،) أو العدوى (الأنفلونزا، والبرد القارس).

وينصح الدكتور سوري في هذه النقطة قائلًا «تختلف مثيرات الربو من شخص لآخر، وقد يتطلب الأمر من الآباء بعض التغييرات في المنزل أو البيئة للحد من تعرض الطفل لمثيرات حالة الربو لديه.»

ويوضح الدكتور سوري أيضًا أنه إذا ترك الربو دون علاج، فإن قدرة التحمل لدى الأطفال الذين يعانون منه ستكون أقل، أو سيؤدي إلى تجنبهم الأنشطة البدنية لاتقاء السعال أو الصفير. ولهذا لا بد من معرفة متى يجب أن يذهب الأبوين بالطفل إلى الطبيب. ويقول «إذا لاحظ الوالدان أي أزيز أو سعال أو ضيق في الصدر أو نوبات متكررة من التهاب الشعب الهوائية لدى الطفل يجب الاتجاه به إلى عيادة الطبيب ليفحصه سريريًا ويختبر إصابته بالربو أو سلامته منه.»

ويضيف الدكتور سوري، متحدثّا عن تشخيص مرض الربو، أنه لا يوجد حاليًا علاج تام للربو، إلا أن بعض الأطفال سيشهدون انخفاضًا أو اختفاءً تامًا لأعراضه عند تقدمهم في السن. ويقول «يؤدي نمو الأطفال إلى نمو وتوسع شعبهم الهوائية، وما يؤدي إلى اختفاء الالتهاب حتى دون أن يلاحظه أحد. ولأنه لا يوجد علاج للربو، فإن السيطرة عليه يجب أن تتم من خلال العلاجات التي تهدف إلى تراجع الأعراض ومنع الهجمات.»

ويخلص الدكتور سوري إلى أنه بالاعتماد على الرعاية الصحية الصحيحة والعلاجات المدروسة، فإن الأطفال المصابين بالربو يستطيعون الحياة بصورة طبيعية، وتجنب الغياب عن المدرسة، والتمتع بالنشاط والحيوية، والأهم من ذلك كله التنفس بسهولة.