فهم سبب صعوبة علاج سرطان الدم (اللوكيميا) عند الأطفال الصغار

04/04/2022

بدأ بحث جديد في كشف الغموض الذي يفسر سبب تحدي شكل معين من أشكال سرطان الدم عند الأطفال للجهود المبذولة لتحسين النتائج، رغم النجاحا المهمة في علاج الأطفال الأكبر سنًا. اكتشف علماء من مستشفى غريت أورموند ستريت (غوش) وجامعة نيوكاسل Newcastle ومعهد ويلكوم سانغر Wellcome Sanger والمتعاونون معهم اختلافات طفيفة في نوع الخلية التي تسبب سرطان ابيضاض الدم الليمفاوي – ب الحاد (B-ALL) والتي قد تساعد في تفسير سبب كون بعض الحالات أكثر حدة من غيرها.

سرطان ابيضاض الدم الليمفاوي – ب الحاد عند الأطفال الصغار

يظهر ابيضاض الدم الليمفاوي الحاد بأشكال مختلفة، ويعتمد ذلك على نوع الخلية المصابة.  تحدث هذه الأتواع من السرطان عندما تتعطل الخلايا أثناء تطورها من خلايا جذعية إلى خلايا دم ناضجة.  في حالة سرطان ابيضاض الدم الليمفاوي - ب الحاد، ينشأ المرض من نوع من الخلايا المناعية يسمى الخلايا الليمفاوية البائية، والمعروفة أكثر باسم الخلايا البائية.

 كان سرطان ابيضاض الدم الليمفاوي – ب الحاد عند الأطفال مرضًا مميتًا على المستوى العالمي، لكن الآن يمكن علاجه في أغلب الحالات، باستثناء الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة، حيث يكون نجاح علاجهم أقل من 50 % مع عدم وجود تحسن كبير في العقدين الماضيين.  أثبتت العلاجات التي تنجح مع أشكال أخرى من سرطان الدم، مثل عمليات زرع نخاع العظام، أنها غير فعّالة عند الأطفال الرضّع ويتم علاجها حاليًا بعلاج كيماوي قوي، والذي قد يكون من الصعب على الأطفال تحمله، حتى لو تحقّق شفاؤهم.

كيف درس الفريق سرطان ابيضاض الدم الليمفاوي – ب الحاد؟

ركّزت الدراسة على غالبية حالات سرطان ابيضاض الدم الليمفاوي – ب الحاد للرضّع الناتجة عن التغيرات في جين كيه إم  تي 2 إيه KMT2A من خلال مقارنة الخلايا السرطانية بخلايا الدم البشرية الطبيعية.  تمت مقارنة بيانات التعبير الجيني المأخوذة من 1665 طفلًا مصابًا بسرطان الدم مع بيانات الحمض النووي الريبوزي المرسال  mRNA أحادية الخلية المأخوذة من حوالي 60.000 خلية نخاع عظام سليمة من أجنة.

 لقد وجد فريق البحث أن الأطفال الأصغر سنًا (الرضّع) أظهروا أنواع خلايا مميزة، مع كمية ملحوظة من سلائف الخلايا الليمفاوية المبكرة (early lymphocyte precursors) 3، وهي نوع من الخلايا المناعية غير الناضجة التي تتطور عادة إلى الخلايا البائية. 

بالإضافة إلى القدرة على تمييز سلائف الخلايا الليمفاوية المبكرة عن الأنواع الأخرى من الخلايا البائية، وجد الباحثون أنه كلما اقتربت سلائف الخلايا الليمفاوية المبكرة من أن تصبح خلايا بائية ناضجة، كانت النتيجة أفضل للمريض. 

Dr Jack Bartram

قال الدكتور جاك بارترام Jack Bartram، أحد كبار مؤلفي الدراسة من مستشفى غريت أورموند ستريت ومعهد صحة الطفل في غريت أورموند ستريت التابع لكلية لندن الجامعية: "كجزء من هذه الدراسة، نعتقد أننا توصلنا إلى معرفة السبب في أن بعض الأطفال يستجيبون للعلاج أكثر من غيرهم. لكن لماذا لا يكون العلاج ناجحًا عند الأطفال الصغار.  يبدو أن السرطانات ذات السلائف اللمفاوية المبكرة الأكثر "نضجًا" لها خصائص تستجيب بشكل أفضل للعلاج.  تكون هذه الخلايا الأكثر نضجًا أكثر شيوعًا عند الأطفال الأكبر سنًا الذين يعانون من سرطان ابيضاض الدم الليمفاوي – ب الحاد، ولكن للأسف لا ينطبق ذلك على المرضى الأصغر سنًا، مما يعني أن العلاج أقل فعاليّة. التحدي الآن هو تطوير فهمنا وتأكيد هذه الشكوك حتى نتمكن من تحسين العلاج لجميع المرضى ".

نقابل في غوش ما يقرب من 60 إلى 70 مريضًا جديدًا سنويًا يعانون من  سرطان ابيضاض الدم الليمفاوي – ب الحاد، ولكن قلة منهم فقط هم من الأطفال الصغار ، حيث يفتقر تشخيصهم إلى الجودة، والذين يمكن أن يكون لهذا الفهم الأفضل تأثير أكبر (على علاجهم).  مع ذلك ، فإن هذا العمل قابل للتطبيق لتحسين العلاجات للمرضى من جميع الأعمار  المصابين بسرطان ابيضاض الدم الليمفاوي – ب الحاد.  سنستخدم نفس النهج في المستقبل القريب، للتنبؤ بمآل جميع المرضى الذين يعانون من جميع أشكال سرطان الدم بشكل أكثر دقة. 

الدكتور جاك بارترام Jack Bartram، أحد كبار مؤلفي الدراسة من مستشفى غريت أورموند ستريت ومعهد صحة الطفل في غريت أورموند ستريت التابع لكلية لندن الجامعية.

قال الدكتور سام بِهجَتي Sam Behjati، أحد كبار مؤلفي الدراسة من معهد ويلكوم سانغر: "على الرغم من أنه من السابق لأوانه استخلاص استنتاجات نهائية حول سبب انخفاض نجاح علاج ابيضاض الدم الليمفاوي – ب الحاد عند الرضع مقارنة بالأطفال الأكبر سنًا، تقدم هذه الدراسة أدلة دامغة على أن نضج الخلايا المعنية هو عامل رئيسي.  بالإضافة إلى إنشاء أهداف دوائية جديدة، ستسمح لنا هذه البيانات بمراقبة كيفية توافق "نوع الخلية" لبعض أنواع السرطان مع نتائج المرضى، مما يسمح لنا بتقييم شدة المرض بشكل أفضل وتحديد أفضل مسار للعلاج".

 نُشرت الدراسة في مجلة  Nature Medicine .